الأدوية النفسية هل يمكن إدمانها ؟





الأدوية النفسية..هل يمكن ادمانها ؟
نعاني جميعا من ضغوط نفسية وحياتية تجعلنا نصاب بالقلق والتوتر والخوف و الاكتئاب، ومن الطبيعي أن نكون بحاجة إلى أدوية تخلصنا من هذه المشاعر السلبية التي تسيطر علينا. في أغلب الأوقات ستكون أدوية علاج الاكتئاب هي الحل الوحيد، ولكن قبل تناول هذه الأدوية يجب استشارة الطبيب المختص، وذلك لأنها تؤخذ بكميات محددة، ولأن الإسراف في تناولها يؤذي الأعصاب ويقتل خلايا المخ، أو يؤدي إلى الإدمان عند استخدامها بطريقة مختلفة عما وصفه الطبيب , أو لأسباب آخرى غير طبية فقد يتجه الفرد إلى تناول الأدوية المسكنة وأدوية علاج الاكتئاب كي يرتاح من الشعور بالألم، أو ربما يقوم بتناول العقاقير المنومة حتى ينام ولو لساعات قليلة.
بالرغم من أن تلك الأدوية ذات أهمية كبرى في علاج الأمراض النفسية فهي تساعد المرضى وتهدئ من الاضطرابات التى تنتابهم، الأمر الذي يجعل هؤلاء المرضى يحتاجون إليها للتخفيف من الأزمات التى تأتيهم  ليلا أو نهارا حتى زوال مفعول هذه العقاقير،إلا أن  الأمر قد  ينتهي بدخول المريض فى حالة إدمان هذه العقاقير فهي تسبب مشاكل صحية خطيرة في حالة ادمانها ، و أكثر الأنواع التى قد تسبب الادمان مسكنات الألم و مضادات الاكتئاب و الأفيونات و المهدئات و المثيرات و قد يحدث الاعتماد النفسي و الجسمي على تلك الأدوية حتى مع أخذ كل الاحتياطات عند أخذ الدواء الموصوف ، فيما يعرف بأعراض السحب ، أما مع سوء الاستخدام فإن خطورتها على الصحة والحياة تتفاقم أضعاف المرات .

أعراض و علامات إدمان الأدوية النفسية :
قد تكون أعراض متشابهة وإن اختلف نوع العقار، مثل عدم القدرة على العيش بدون هذه الأدوية، والشعور بالتعب والإجهاد والصداع إذا مر يوم دون تناول هذه الأدوية المسكنة. كما تؤدى إلى زيادة كبيرة فى الوزن، إضطربات على المستوى الذهنى، العضلى والبصرى. ولكن. الآثار الأكثر شيوعا تظل خفيفة: الغثيان، الدوار، الاضطرابات، الصداع و قد تختلف بعض أعراض الادمان باختلاف العقار المستخدم و الآتي قائمة بأشهر الأدوية التى قد تسبب الادمان :

مضادات الاكتئاب
و تشبه أعراض إدمان مضادات الإكتئاب إلى حد كبير أعراض الإكتئاب نفسه ، فهو يسبب فترات من الحزن و البكاء ، و أرق و دوار و صداع و رعشة وتشتمل على: 

 ويلبيوترين

 سيليكسا

  بروزاك

 باكسيل و غيرها ..


مضادات التوتر

 وتعرف أيضاً بالمهدئات لقصر مدة تأثيرهم فإنهم قد يسببون الإدمان بشكل كبير ، و ذلك لتكرار المريض للجرعة أكثر من مرة ، و قد تسبب الآتى : إكتئاب شديد ، و أرق ، و توتر ، وهلوسة و تشنجات و تشتمل على 

 زاناكس

  فالبام

 أتيفان و غيرها .
 

العقاقير المهدئة والمنومة
 
هذه العقاقير تسبب تخديراً خفيفا وتسبب النعاس، المسئولة عن إحداث التفاعل التحسسي في الجسم- مما يسبب الحساسية والأرتكاريا ومن أشهر هذه العقاقير

  Rohypnol 

Mogadon

   Havlane

 Halcion
وغيرها..

 
مخاطر وآثار إدمان الأدوية النفسية !

إدمان الأدوية النفسية ليس بالأمر الهين
الأدوية المسكنة وأدوية الاكتئاب لا يسببان الإدمان بالمفهوم المتعارف عليه، بمعنى أن الشخص الذي أدمن تناول هذه الأدوية يختلف كثيرا عن الشخص الذي أدمن تعاطي المخدرات والكحول، ولكن يوجد شبه وحيد بينهما وهو ظهور الأعراض الانسحابية عند التوقف عن التعاطي، فالشخص الذي تعود على تناول أدوية علاج الاكتئاب أو الأدوية المسكنة لن يتمكن من العودة إلى حياته الطبيعية بعد ذلك، وسيعيش عمره كله يتناول هذه الأدوية لأن الجسم يكون قد تعود عليها، نفس الحال بالنسبة لإدمان المخدرات والكحول. إدمان أدوية الاكتئاب ليس أمر هين، لأن الجسم يكون قد تعود علي المواد المهدئة التي تحتوي عليها هذه الأدوية. بخلاف آثار الإدمان نفسه على الصحة الجسمية و العقلية فإن الادمان في حد ذاته يجعل صاحبه لا يعيل هماً إلا الحصول على العقار مما يجعله يهمل صحته ، ويؤدى إلى ضعف الحالة العقلية و زيادة الأزمات القلبية و فقدان الوزن و ارتفاع ضغط الدم و زيادة الاكتئاب .


كيف يمكن الإقلاع عن العقاقير المضادة للإكتئاب؟

فى المقام الاول، لا تقدم على شئ دون اللجوء الى مشورة الطبيب. فى حالات الاكتئاب، ينصح بتخفيض الجرعة المعتادة خلال عشرة أيام لتصل إلى النصف ثم التوقف نهائيا .

بالإضافة إلى تناول غذاء متوازن غنى بالفاكهة، الخضراوات، والأسماك مع إنقاص الوزن وممارسة الأنشطة البدنية بشكل منتظم، ويجب أيضا السيطرة على مستوى الكوليسترول كما أن هناك طرق متاحة عدة لعلاج ادمان الأدوية النفسية مثل العلاج السلوكي و اعادة التأهيل و التواصل مع الخطوط الساخنة لمؤسسات علاج الإدمان

بدائل المهدئات و مضادات الاكتئاب :

من الضرورى وفى المقام الأول أن يقوم المريض بتغييرالنمط الصحى والحياتى، وذلك عن طريق مارسة التدريبات البدنية على وجه الخصوص، وعلينا أن نستعيد العلاقات الإنسانية والعاطفية
و أيضاً يمكن استخدام العلاج الإيقاعى للجسم، فالنوم واليقظة لهما ارتباطا وثيقا بحرارة الجسم، إذا عند الاستيقاظ، اتركى نفسك لأى عمل من شأنه أن يرفع من حرارة الجسم (كالحمام الساخن، التدريبات البدنية، الركض أو المشي)، لكن فى المساء، عليك بممارسة أنشطة هادئة (كالبقاء فى ظل خفيف، تهوية الحجرة، لا تشاهدى أفلام مفزعة وابتعدي عن القلق والتوتر...، عليك باستخدام الأعشاب المهدئة التى تحتوى على مادة الناردين، ورق البرتقال، الترنجان،الزعتر أو الأدوية العشبية من العلاجات التى يوصى بها بشده التحدث مع أحد المتخصصين أو لصديق يستمع جيدا.
عليك بالتدفق...  اسرد، فرغ كل أحزانك ثم استعيد نفسك مجددا  

 
نصائح تخص الأدوية النفسية :

إذا كنت تتناول أدوية علاج الاكتئاب بصورة مستمرة عليك بالتالي:
  • استشارة طبيب متخصص بشكل دوري للتأكد من أن هذه الأدوية المسكنة أو أدوية علاج الاكتئاب لا تسبب أي نوع من أنواع الإدمان.
  • حاول دائما ألا تعتمد على نوع دواء معين من هذه الأدوية لمدة أكثر من شهر، فمن الممكن إيجاد بديلا عن هذا الدواء ولكن تحت استشارة الطبيب.
  • عليك أن تقرأ النشرة الداخلية للدواء الذي تستخدمه، وتتأكد من أنه لا يتسبب في أي آثار جانبية.
  • تأكد دائما من الجرعة التي يجب عليك تناولها، وإذا شعرت باضطرابات في النوم، فمن الضروري أن تذهب للطبيب الخاص بك وتخبره بجميع الأعراض الجانبية التي تشعر بها، لأنك في هذه الحالة تكون على وشك إدمان أدوية الاكتئاب.

  
لا يمكن أن نجزم أن جميع الأدوية المسكنة وأدوية علاج الاكتئاب تجعل الشخص مدمن، ففي بعض الأحيان يتمكن الشخص من الإقلاع عن تناول أدوية الاكتئاب بعد أن يتخلص من الأحاسيس السلبية التي كانت تسيطر عليه، ولكن في أغلب الحالات وحسب ما توصلت إليه معظم الأبحاث الطبية، أن أغلب الأشخاص الذين يتناولون الأدوية المسكنة وأدوية الاكتئاب لا يستطيعون التوقف عن تناولها بمفردهم، حتى بعد أن تنتهي فترة علاجهم ويتخلصوا من الأمراض النفسية التي يعانون منها، وبالتالي قد يكون اللجوء إلى أحد مراكز علاج الإدمان أو الأطباء المتخصصين هو الخيار الأفضل.



 

تعليقات